سأتكلم معكم اليوم و نحن في أول أيام الشهر الفضيل عن ظاهرة سلبية تكثر مع الأسف في رمضان هذه الأيام رغم أن الأصل غيابها في رمضان أكثر من أي شهر آخر
تلك الظاهرة هي (( الغضب ))
الغضب ظاهرة تسيطر على الكثيرين في شهر الصوم بحجة أنهم صائمون و الجوع و العطش يفقدهم أعصابهم
مع أن الأصل في الصوم هو أن يتهذب السلوك و تطمئن النفوس و تتصافى القلوب
ألم ينبهنا نبينا الكريم أن نقول لكل من يسيء إلينا في رمضان اللهم إني صائم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أليس من أساسيات دخول شهر رمضان البعد عن الشحناء و الحقد و الغل تجاه كل عباد الله المؤمنين
شجار في الوظيفة و شجار في الأسواق و صراخ في البيوت و لا حول و لا قوة إلا بالله
منذ الصباح وجدت كيس قمامة مرميا قرب باب منزل جارنا الذي صاح و صرخ بأعلى صوته و تفوه بشتائم لا توصف و لا يمكن تصورها
لماذا الأذى للجيران و قد وصانا نبينا الكريم بسابع جار ؟؟؟
كيف يرمي مسلم كيس قمامة قرب باب منزل مسلم ؟
و كيف يتفوه مسلم بكل تلك الشتائم تجاه إخوته ؟؟؟
و بعد قليل تشاجر الناس مع سائق الميكرو باص و تشاجر معهم و مع شرطي المرور و كل السيارات في الشارع
و تشاجر موظفان مع بعضهما في العمل و تشاجر مواطن مع موظف و خلافات تافهة صغيرة تكبر دون سبب و دون وجه منطق أو عقل
رجل يتشاجر مع زوجته لأجل الطبخ و أعمال البيت و أخ يتشاجر مع أخته و عالم من الصراخ و الغضب و التوتر يحيط بكل مسلم و كل مسلمة
لماذا يا إخوتي ؟؟؟
لماذا هذه الشحناء و قد عرفنا بأن الله تعالى يغفر لكل عباده في ليلة القدر إلا لمشرك و مشاحن ؟؟؟؟؟؟؟
لماذا هذا الغضب و أين الصبر ؟؟
السبب هو برأيي أن معظمنا يومون فقط عن الطعام و الشراب و لا تتهذب أخلاقهم و لا يشعرون بلذة العبادة و حلاوة الأجر و عظم الثواب
و كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش
دعونا نتكلم عن تلك الظاهرة و كيفية حلها
الحل موجود و سهل جدا ألا و هو الصبر و الاحتساب أولا و قبل كل شيء
أن تصبر على الحر و الجوع و العطش مؤمنا و على يقين من رحمة الله و ما أعده للصائمين من أجر و ثواب
و قد علمنا رسولنا الكريم كيف نعالج الغضب بتغيير الوضعيات و بذكر الله تعالى و الإكثار من الاستغفار و التوبة
فمن كان واقفا فليجلس و من كان جالسا فليضطجع و العكس صحيح
و لو أساء لك أحد فاستغفر الله أو قل إني صائم أو قل لا حول و لا قوة إلا بالله
و من الحلول أيضا تنظيم الوقت و العمل و الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم
لا تغضب أخي المسلم و كن هادئا و عاقلا و متسامحا و ثق بالله تعالى و رحمته و توكل عليه حق التوكل و كل عام و أنتم بألف خير